New City

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اهلا وسهلا بك زائرنا ^^ الكريم اتمنى ان تستمتع معنا في المدينة الجديدة New City



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

New City

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اهلا وسهلا بك زائرنا ^^ الكريم اتمنى ان تستمتع معنا في المدينة الجديدة New City

New City

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لا إله الا أنت .. سبحـآنك إني كنت من الظالمين ,


    بالأدب: د. نبيل فاروق

    الجنتل وبس 2009
    الجنتل وبس 2009
    الإدارة
    الإدارة


    رايق
    اليمن
    عدد المساهمات : 244
    نقاط : 622
    السٌّمعَة : 2
    تاريخ التسجيل : 07/10/2010
    العمر : 36
    الموقع : اليمن

    بالأدب: د. نبيل فاروق  Empty بالأدب: د. نبيل فاروق

    مُساهمة من طرف الجنتل وبس 2009 الثلاثاء نوفمبر 16, 2010 11:41 am

    سلسلة كتبها الدكتور نبيل فارق
    اخترت هذا الجزء لإنه الأهم
    أدعو الله عز وجل أن يلهمنا الصواب
    لا لشيء إلا لإننا مسؤولون فعلا عن ديننا
    وسنقف أمام الرسول عليه الصلاة والسلام
    ذات يوم ليسألنا سؤال نتمنى ان تنشق الأرض و تبلعنا على ان نجيبه:
    شوهنا دينك يارسول الله
    بل كرّهنا العالم فيه..



    اللهم أني أشهدك أني اسعى جهدي
    لتعديل صورة دينك
    ****************


    بالأدب





    مِن قواعد الصراع الأساسية، أن من يتمالك أعصابه أكثر،
    يُمكنه السيطرة على خصمه على نحو أسهل..

    من يسيطر على انفعالاته، يربح دوماً معاركه..

    في الرياضات الفردية، اللاعب القادر على كتمان انفعالاته، يستطيع التركيز أكثر، وتحديد هدفه بدقة، وإثارة أعصاب اللاعب المنافس أيضاً..

    ويربح في النهاية مباراته..

    في اختبارات الكليات العسكرية، يُحاول بعض
    المختبِرين إثارة أعصاب المُختبر الآخر بكلمات وتفسيرات استفزازية، حتى يمكنهم اختبار قدرته على التحكّم في نفسه، والسيطرة على أعصابه..

    والطالب الذي يتماسك، ويُسيطر على أعصابه، ينجح في الاختبار، ويُعتبر مؤهلاً للالتحاق بالكليات العسكرية، والاطلاع بمهام قيادية..

    أما الطالب الذي يُستفز، وتفلت أعصابه، فهو يرسب في الاختبار، وفي الكلية، ولا يكون له مكان بين العسكريين..
    أو بين القادة..

    وحتى في أجهزة المخابرات، في كل أنحاء العالم، يسعون دوماً لاختيار أولئك الذين يمتلكون القدرة على ضبط الأعصاب..وأولئك الذين لا ينفعلون بسهولة..

    كل هذا يُثبت شيئاً هاماً وأساسياً..
    أن السيطرة على النفس وتحكيم العقل، حتى في أصعب المواقف، هو أعظم سمة، يمكن أن يتمتع بها إنسان، يسعى إلى النجاح..

    الدين نفسه تحدّث عن جهاد النفس والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، ولم يتحدّث بالخير عن الغاضبين، والمتشنّجين، وفاقدي الأعصاب..

    الدين نفسه تحدّث عن الحكمة والموعظة الحسنة، وحذّر من الفظاظة وغلظة القلب..

    ولكن، وعلى الرغم من كل هذا، فإنك تجد لغة الحوار لدينا دوماً هي لغة التعنّت، والغضب، والتشنّج..
    وقلة الأدب..


    يختلف معك من يناقشك، فينهال عليك بالاتهامات والسباب، وفي أحياناً أخرى، يشنّ عليك حرباً شعواء؛ فقط لأنك تخالفه في الرأي أو في الفكر..

    والأسلوب الفج له دوماً مبررّاته..

    فهو صاحب قضية عادلة..

    وعقل راجح..

    ورأي سديد..

    وأفكار مؤكدة مائة في المائة، لا تقبل الشك أو الجدل..

    وفي رأي أصحاب الأسلوب الحاد والعنيف، أنهم أصحاب قضية عادلة صحيحة، وليس من حق مخلوق واحد مجرّد التشكيك فيها..

    وباسم عدالة القضية، يتّخذون كل الأساليب والسبل، التي تكفي لهدم القضية، وتشويهها في أعين العالمين..

    بل ويُخالفون حتى ما دعت إليه القضية..

    وباسم القضية..

    سنوات وسنوات وسنوات، والتيار المتشنّج يُمارس قضيته بالأسلوب نفسه..

    التعنّت..

    والحدة..

    والتشنّج..

    ورفض الآخرين..

    ومعاداتهم..

    وإيذائهم أحياناً أيضاً..

    ولم يُسفر هذا، طوال تلك السنين الطوال، عن خطوة واحدة إلى الأمام..

    كلها خطوات إلى الخلف..

    وبسرعة الصاروخ..

    العالم كله صار يخشانا، ليس لأننا أقوياء؛ أو لأننا جبابرة، أو حتى لأننا أصحاب قضية عادلة..

    لقد صار يخشانا، كما كان القدامى يخشون القراصنة..

    والمغول..

    والتتار..

    العالم كله أصبح ينظر إلينا وكأننا مجموعة من الغوغاء، حادي الطبع، سريعي الغضب، عنيفي ردود الفعل..

    باختصار، ينظر إلينا باعتبارنا همج..

    والعالم أبداً لن ينظر إلى قضيتنا..

    ولا عدالتها..

    ولا حقها..

    هذا لأن لهم في الظاهر، ولله وحده ما في الباطن..

    هكذا يؤكّد ديننا نفسه..

    ونحن نرفض نظرة العالم هذه..

    ونثور بسببها..

    ونغضب..

    ونتعصّب..

    ونتشنّج..

    ونتعامل بهمجية شديدة؛ لنؤكد للعالم أننا لسنا همجاً..

    ويا لها من مهزلة مضحكة مبكية..

    نؤكّد بمنتهى العنف والتعصّب والتشنّج، أن ديننا دين سماحة، ونتوعّد كل من لا يعترف بهذا بالويل والثبور وعظائم الأمور..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    ثم يدهشنا -للدهشة- أن أحداً لا يصدّق ما نقول..

    ألم أقل لكم إنه أمر مضحك مبكٍ؟!.

    أن نهدّد العالم بالدمار، لو لم يؤمن بأننا مسالمون!!

    هذا الطريق للأسف، لن يعلي من شأننا، ولو واصلنا السير فيه لألف ألف عام..
    لأنه ليس الطريق السليم..

    وهذا ليس رأياً شخصياً، إنه قول الله سبحانه وتعالى، الذي أكد أنك لو كنت فظاً غليظ القلب، لانفض الناس من حولك..

    دعونا إذن نتّخذ طريقاً آخر..

    دعونا نعكس أسلوبنا، ونواصل اتجاهنا..

    دعونا نتعلّم من أخطاء الفترة الماضية،
    التي جلبت إلينا فقط عداء العالم كله،
    والنظرة السلبية الخاطئة، والتخلّف عن ركب الحضارة لقرنين أو يزيد من الزمان..

    دعونا نتخذ طريق الحكمة والموعظة الحسنة..

    طريق الأدب..

    طريق الحوار..

    والصبر..

    والعقل..

    وجهاد النفس..

    والدفع بالتي هي أحسن..

    دعونا نختبر الطريق الجديد، ونحن نتساءل: ماذا سنخسر لو فعلنا؟!..

    إننا نخسر بالفعل لسنوات..

    وعقود..

    وقرون..

    والطريق الجديد لن يزيدنا خسارة..

    بل قد ينقلنا إلى خانة "البح"..

    مَن يدري؟!..

    مَن؟!..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:34 am